التعاون الثلاثي.. خطوة نحو اتحاد مرتقب بين دول القرن الأفريقي
حدث وتعليق (3)
في يومي الجمعة والسبت الماضيين عقد زعماء كل من الصومال وإثيوبيا وإريتريا في مدينة بحر دار شمال غرب إثيوبيا محادثات لاستكمال اتفاق التعاون الثلاثي الذي تم التوصل إليه في السادس من شهر سبتمبر الماضي.
وقد ركز هذا الاجتماع الهام على التحولات المتسارعة في المنطقة، وتعزيز السلام والتكامل بين دول منطقة القرن الأفريقي، وأشاد الزعماء بالتقدم الذي أحرزته الحكومة الصومالية لاستعادة الأمن والاستقرار مشددين على احترام سيادة ووحدة الصومال واستقلالية قراره السياسي، كما رحب القادة بجهود رفع العقوبات عن إريتريا، وطالبوا برفع هذه العقوبات من قبل مجلس الأمن.
وعبر كل من الرئيسين فرماجو وأفورقي امتنانهما للاستقبال الحار وحسن الضيافة في كل من مدينتي غوندر وبحر دار اللتين استضافتا اجتماعات القادة في الفترة من 9 – 10 نوفمبر الجاري.
التعليق:
رغم أن التعاون بين البلدان الثلاثة يعد أمرا في غاية الأهمية، ويصب في مصلحة القرن الأفريقي إلا أن غياب جيبوتي التي يقع مقر منظمة إيغاد فيها يضع علامات استفهام على هذا التعاون الثلاثي، فمن ناحية لم يتم حل النزاع الجيبوتي الإريتري رغم اللقاء الذي جمع بين الرئيسين الجيبوتي والإريتري في جدة، ومن ناحية أخرى تعاتب جيبوتي الصومال على انخراطه في هذا التعاون دون التنسيق معها انطلاقا من طبيعة العلاقات العضوية التي تربط بين البلدين ووحدة الهوية والمصير، وذلك دون أن يعني ذلك تبعية القرار الصومالي لأي طرف.
التعاون الثلاثي ومستقبل إيغاد
يتساءل المراقبون عن مستقبل منظمة إيغاد بعد تشكيل مجلس التعاون الثلاثي في ظل رفض إريتريا العودة إلى منظمة الإيغاد قبل إدخال تعديلات وإصلاحات عليها، ومن هنا يشك المحللون على تجاوز منظمة الإيغاد في المستقبل المنظور، وفي ظل التغييرات المتسارعة في الدول الثلاث الفاعلة في منظمة الإيغاد، ورغم أن معالم هذا التغيير لم تتضح صورته بعد إلا أنه بات من المؤكد أن منظمة الإيغاد لن تبقى على صيغتها الحالية.
توجس شعبي من تصريحات قائد في الجيش الإثيوبي
صرح نائب رئيس الأركان الإثيوبي الجنرال برهانو غولا أن بلاده التي يبلغ تعداد سكانها 100 مليون لا ينبغي أن تظل بدون منفذ بحري، مما أثار الهواجس الشعبية الكامنة في النفوس على الرغم من أن هذه التصريحات قد تم تحميلها بما لا تحتمل، حيث استغلتها المعارضة لصالحها؛ وقد قال الجنرال: قررت إثيوبيا إنشاء قاعدة بحرية بالقرب من البحر الأحمر والمحيط الهندي. وأن الحكومة الإثيوبية في إطار بناء وتحديث القوات المسلحة ستقوم بإنشاء قوات بحرية قوية مزودة بالتكنولوجيا الحديثة.
وبرر الجنرال غولا أهمية القوات البحرية لإثيوبيا قائلا: “على الرغم من أننا لا نملك منفذًا بحريًا، إلا أننا قريبون جدًا من البحر الأحمر والمحيط الهندي الآن، ونرى الآن أن العديد من البلدان أظهرت رغبة متنامية لبناء قواعد بحرية في الصومال وجيبوتي وإريتريا، ولهذا بإمكاننا بناء قواتنا البحرية لاسيما وأننا نبعد 60 كيلومترا من الساحل ”. وأضاف ” بما أن إثيوبيا تستخدم موانئ البحر الأحمر للاستيراد والتصدير، فمن الأهمية بمكان إنشاء قوات بحرية، نحن نتشاور مع الدول الأخرى فيما يتعلق بإعادة النظام البحري وقدراته وبنيته، إن الدول المطلة على البحر الأحمر والمحيط الهندي توفر قواعد بحرية لدول أخرى؛ لذلك فإن إنشاء إثيوبيا قوات بحرية يعد قراراً استراتيجياً. وإن إنشاء مقر للقوات البحرية بالقرب من البحر يمكِّننا من أن نضمن استفادتنا من البحر، ويساعدنا في تعزيز قدرتنا على الدفاع في مواجهة الهجمات الخارجية. وقال أيضا: “يجب أن نُظهر نفوذنا حول البحر. هنالك دول عديدة قدمت إلى المنطقة من مسافات بعيدة، ولديها تأثيرها على البحر، نحن دولة عظيمة يبلغ عدد سكانها أكثر من 100 مليون نسمة. لا يوجد أي سبب لأن تظل إثيوبيا دولة حبيسة منذ استقلال إريتريا في عام 1991 .
من يقف وراء الحلف الثلاثي
يتساءل الكثيرون عن من يقف وراء الحلف الثلاثي الذي تسارعت لقاءاته، ويذهب البعض إلى أن التحالف السعودي الإماراتي هو من يوجه هذا الحلف، وبعد أن فشل في ضم الصومال إلى جانبه كحليف تقليدي قام بمناورة التفافية؛ فدخل من باب الجوار لتأمين مصالحة، ورغم أن هذا الأمر يظل مجرد تحليل سياسي قد يطابق الواقع أو يجافيه حتى يجد من الدلائل والحجج الداعمة له إلا أنه لا يمكن إنكار استقلال القرار السياسي الصومالي، والذي يوازن بين الدول في علاقاته الخارجية وينتهج سياسة خارجية مستقلة، ويحرص على أن لا يكون تعاونه مع دولة من الدول على حساب الدول الأخرى، وهذا نابع من مبدأ الحياد الذي انتهجه الصومال في الأزمة الخليجية، وذلك حتى لا يدخل في حسابات لا ناقة له فيها ولا جمل.
يُذكر أن تعاون الصومال مع إثيوبيا وإرتريا ليس بالضرورة أن يكون على حساب علاقاته بالجارة جيبوتي، وعندما اتخذ الصومال موقف الحياد اختارت جيبوتي خفض تمثيلها الدبلوماسي مع قطر، ولم يعاتب الصومال الشقيقة جيبوتي بذلك مع انها لم تنسق معه.
ومهما تباينت المواقف فقد أكدت القيادات الصومالية أن التعاون الثلاثي يصب في المصلحة العامة لدول القرن الأفريقي بما فيها جيبوتي بل إنه خطوة نحو اتحاد حقيقي مرتقب يين دول المنطقة في المستقبل المنظور.
يقف وراء الحلف الثلاثي امريكا ووكلاءها في المنطقه اما اكثر المستفيدين من الحلف فهم رئيس اسياس افورقي الذي خرج من العزله ورئيس وزراء اثيوبيه ابي احمد الذي يشق طريقه نحو ملامسه النجوم (تحقيق حلم الاثيوبيه العظمي )