مقدمة
بعد طول انتظار وخلافات حادة كادت أن تعيد البلاد إلى المربع الأول من التناحر والانزلاق لحرب أهلية وفشل أكثر من مؤتمر عقد مجلس التشاور الوطني المكون من قادة الحكومة الفيدرالية وحكام الولايات برئاسة رئيس الحكومة السيد محمد حسين روبلي في مقديشو اجتماعا لحل الخلافات العويصة لاجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية في الفترة من 22-27 مايو 2021؛ وتوصل المجلس إلي تفاهم حول الآليات التنفيذية لاتفاق 17 سبتمبر 2020 لاجراء الانتخابات العامة وفق جدول زمني لا يتجاوز 60 يوم إلا أن المحللين المطلعين على الوضع السياسي في الصومال يستبعدون عقد الانتخابات في هذه المدة القصيرة ولكنهم متفقون بأن تحرك قطار الانتخابات مؤشر إيجابي بغض النظر عن الوقت الذي سيستغرقه للوصول إلي وجهته النهائية.
خارطة طريق لاستمكال مؤسسات الدولة
إلي جانت الآليات التنفيذية توصل القادة إلي خارطة طريق مستقبلية حول أهم الاستحقاقات لبناء مؤسسات الدولة وذلك لتفادي اندلاع الخلافات السياسية التي تقوض التقدم الذي تم إحرازة والحفاظ على المكتسبات الوطنية التي تحققت في السنوات الأخيرة على الصعد السياسية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية، ووضع القادة جداول زمنية تتراوح بين 2-4 أعوام حتى ينتخب الشعب ممثليه في اقتراع شعبي مباشر بدلا من الانتخابات الغير المباشرة التي تستند للمحاصصة العشائرية وشراء الذمم بالامتيازات والمال السياسي.
- استكمال الدستور الفيدرالي المؤقت
- بناء القوات المسلحة
- تحقيق المصالحة الوطنية
- حسم وضع العاصمة
- المفاوضات مع صوماللاند
- اعفاء الديون
- عقد انتخابات عامة
الآليات التنفيذية لاتفاق 17 سبتمبر 2020
صرح رئيس الوزراء عقب التوصل لهذه الآليات: “لقد توجت المفاوضات بنجاح تاريخي وذلك بروح التوافق والإجماع الوطني لصالح الأمة والشعب “. كما توجه بالشكر إلى الرئيس المنتهية ولايته، محمد عبد الله فرماجو : “أودّ شكر رئيس الجمهورية محمد عبد الله فرماجو، الذي بذل جهدا كبيرا في قيادة عملية الانتخابات في البلاد، وقدم تنازلات قادت إلى هذا الاتفاق التاريخي الذي نحتفل بتوقيعه اليوم”. وأعرب أيضا عن شكره لأعضاء البرلمان الصومالي لجهودهم “في إعادتنا إلى المسار الانتخابي وللسياسيين الذين ساعدوا في تقريب وجهات النظر.
بعد مداولات ونقاشات مستفيضة وحفاظا على الوحدة الوطنية واجتماع الكلمة وتقديرا للوضع السياسي والأمني الراهن في البلاد وعلى ضوء مقترحات بيدوا الفنية توصل القادة إلى التفاهم حول النقاط الخلافية التي حالت دون إجراء الانتخابات لشهور وصدر البيان الختامي والذي تضمن الآتي :
- اللجان المكلفة لإجراء الانتخابات غير المباشرة
تم التوصل إلى استمرار اللجنة السابقة على أن يتم استبعاد الأفراد الذين تحفظ عليهم بعض الولايات وكانوا لب الخلاف واستبدالهم بأفراد جدد يتم التوافق عليهم في غضون مدة لا تتجاوز ثلاثة أيام وتعيينهم بمرسوم من رئيس الوزراء.
2. إقليم غدو
تم التوافق على أن يتم تعيين عمدة مدينة غربهاري مركز إقليم غدو من قبل حاكم ولاية جوبالاند بعد استمزاج رأي أعيان المدينة على أن تكون مسؤولية أمن الانتخابات لشرطة قوات حفظ السلام الأفريقية ” أميصوم”.
3. ممثلي صوماللاند
فيما يتعلق بممثلي صوماللاند توصل القادة إلى صيغة تقاسم للجان الانتخابية بين الجناحين الذين يقود كل منهما رئيس مجلس الشيوخ السيد/ محمد عبدي حاشي ونائب رئيس الحكومة السيد / مهدي محمد غوليد.
انطلاق الاستحقاق الانتخابي
إن توقيع الآليات التنفيذية اليوم يعد انطلاقة وتدشين للحملات الانتخابية لاعضاء البرلمان الفيدرالي سواء في مجلس الشعب أو الشيوخ وفق النموذج الانتخابي المنصوص عليه في إتفاقية 17 سبتمبر 2020 ويتوقع المراقبون أن تكون الحملات ساخنة ومعركة كسر عظم بين القوى الفاعلة في الساحة السياسية، وأهم العوامل المؤثرة على الاستحقاق الانتخابي التحالفات العشائرية والدعم المالي الخارجي وتنظيم فريق الحملة الانتخابية.
رد فعل المجتمع الدولي
رحب المجتمع الدولي بالتوصل إلي هذه الآليات التنفيذية وأشاد بوضع خارطة طريق لاستمال بناء مؤسسات الدولة وذلك بتسريع عملية مراجعة الدستور وإجراء الانتخابات الشعبية المباشرة لإرساء دعائم الديموقرطية في البلاد وحث القادة الصوماليين الوفاء بتعهداتهم لإجراء الاقتراع وفق البرنامج المتفق عليه وبروح الوئام والتنازل للأولويات الوطنية.
3 تعليقات