السياسةالصومالتحليلاتمترجماتوجهات نظر

النخب السياسية التقليدية في الموتمر السنوي لمعهد التراث في غرووي

الصراع بين النخب السياسية التقليدية والشعبوية

في الاستحقاق الانتخابيي الأخير في الثامن من فبراير 2017 دار صراع  سياسي حامي الوطيس بين معسكرين سياسيين يحملان فكرين متناقضين وهما مجموعة النخب السياسية التقليدية وفريق الشعبوية الجماهيرية، وقاد السيد / محمد عبد الله فرماجو، رئيس الجمهورية فريق الشعبويين الذي جسد طموحات الشعب والذي ساهم بشكل كبير بفوزه في مقعد الرئاسة إبان حملته الانتخابية وذلك لاقتناعهم ببرنامجه الوطني ومن أولوياته إيقاف التدخل الأجنبي وتغلغل دول الجوار في النسيج الداخلي واختطاف بعض الدول العربية للسياسة الخارجية للبلاد ووضع حد لهيمنة المجتمع الدولي علي القرار السياسي للقيادة الصومالية، بينما كان يتزعم فريق النخب الرئيس السابق السيد /  حسن شيخ محمود، علما بأن هذه النخب قادت البلاد بالعقود الأخيرة في الإدارات المتعاقبة ولم تحدث فارقا في البلاد وفشلوا فشلا ذريعا في كسب ود الشعب لذلك سقطوا في الانتخابات وخسروا السلطة التي تعني لهم مجرد المساومات علي مصالحهم الضيقة واقتسام الثروات وتجاهل الرأي الشعبي في القرارات السياسية المصيرية .

سُقط في أيدي النخب السياسية التقليدية وصُدموا من صعود التيار الشعبوي بقوة وعنفوان وأبدت الأوساط الشعبوية وخاصة الفئات المهمشة سخطها على القيادات التقليدية ومما زاد هذا الشعور هو نجاح النظام الجديد فيما فشل فيه النخبويون طيلة عقود من الزمان من تمكين الفئات الشابة وتعيينهم في مناصب مهمة وصرف الرواتب والعلاوات بانتظام في آخر كل شهر للموظفين المدنيين ومنتسبي القوات المسلحة من الشرطة وقوى الأمن والجيش وغيرهم، وشروع الحكومة في ترميم المرافق العامة التي تضررت من الحرب الأهلية مثل المسرح الوطني والمتحف المركزي وصيانة النصب التذكارية ذات القيمة التاريخية وإيقاظ الروح الوطنية لاستنهاض الهمم في الدفاع عن أمن الوطن والمواطنين من الأعداء، وتم طرد المشبوهين من البلاد مثل غبري وإيقاف اختلاس المال العام ونهب الأراضي وهذا ما جعل قلوب ملايين الشعب تلتف وتتوحد حول القيادة . سألت أحد أفراد القوات المسلحة الذي يحرس منشأة حكومية عن رأيه في النظام الحالي فقال ” إن الحكومات السابقة لم تكن تدفع المرتبات إلا نادرا، والحكومة الحالية تدفع المرتبات بشكل منتظم قبل نهاية الشهر ومثل هذه النظام يستحق العودة وولاية أخرى”

 

مخرجات المؤتمر

نظم معهد التراث لدراسة السياسات مؤتمرهم السنوي في المدة من 29-31 ديسمبر 2020 في مدينة غرووي تحت عنوان : متى ينتهي الصومال من دستوره المؤقت ؟ وشارك في المؤتمر النخب السياسية المعروفة الذين ظلوا بلا نشاط لفترة طويلة وارتاح الشعب من مشاريعهم التي كانت تتلخص في اسقاط الحكومات وإقامة أخرى مكانها لا تخدم الشعب بل تخدم مصالحهم الضيقة، كما أن هذه النخب مهزوزة وتنعدم الثقة بينهم لاختلاف أجنداتهم ويخشون من مناقشة الشعب ومن أسئلتهم لذلك سعوا إلي حصر الأسئلة بمجموعة معدة مسبقا ومنعوا عامة الناس من طرح الأسئلة والاستفسار والتعليق لعلمهم أن معظم الشعب يؤيد الحكومة الحالية التي تمثل نبض الشارع.

 

إن فريق النخب أفلس سياسيا ولم يبق له إلا اللعب على الوتر العشائري وتحريض القبائل ضد الحكومة بادعآت كاذبة بأن الحكومة تستهدف قبائل معينة دون غيرها حتى وصل الأمر بهم اتخاذ مراكز البحوث والدراسات منابر لنشر الفتن وتحريض الناس من خلال إدعآت مغرضة كالتي ذكرها أحدهم زورا وبهتانا بأن كل منتسبي الجيش من مديريات غلدغب وبوهودلي وبطن ومحافظة غدو، إنها أفكار تحمل خيالا مريضا وأفقا ضيقا ومن شأن مثل هذه الآراء أن تزيد من شعبية النظام وتلاحم الشعب حول القيادة. وأخيرا فإن البيان الختامي للمعهد لم يحمل جديدا حبر على ورق وعديم الفائدة.

علي أحمد علي

كاتب ومحلل سياسي له مقالات أكاديمية في عدد من المواقع، يحمل بكالاريوس فنون من جامعة عثمانيا في الهند.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى