مقالات

دلالات تعيين السفير الصومالي الجديد في القاهرة

مقدمة

عيين الرئيس الصومالي السيد / محمد عبد الله فرماجو  السفير الصومالي الجديد في القاهرة للسيد / إلياس شيخ عمر أبوبكر سفيرا مفوضا فوق العادة وذلك للارتقاء بالعلاقات مع مصر كما كانت دوما وقدم السفير نسخة من أوراق اعتماده إلي وزير خارجية جمهورية مصر العربية السيد/ سامح شكري اليوم الثلاثاء الموافق 16 فبراير 2021، وأكد السفير الصومالي في تصريح له عقب اللقاء، حرصه على تعزيز العلاقات التاريخية العميقة الجذور بين مقديشو والقاهرة، وخدمة الصومال وشعبه وشكر وزير الخارجية على حفاوة الاستقبال، ونقل له تحيات وزير الخارجية الصومالي السيد/ محمد عبد الرزاق، وتمنياته له بالصحة ومزيدا من التقدم والرقي لمصر الشقيقة وشعبها في ظل قيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي. تأتي الخطوة بعد قرابة عامين من شغور منصب السفير مما أثار أسئلة حول العلاقات الدبلوماسية بين الصومال ومصر، ولكن تعيين السيد أبوبكر أرسل رسالة واضحة مفادها  أن العلاقات الدبلوماسية بين مصر والصومال متميزة دائما وترتقي فوق هذه التكهنات.

الدلالات والأهداف

إن تعيين السفير الجديد كسفير فوق العادة ومفوضا لذوا دلالة واضحة على عزم الرئيس الصومالي محمد عبد الله فرماجو على تطوير العلاقات مع مصر والارتقاء بها إلى مستوى غير مسبوق من العلاقات الثنائية والتنسيق والمتابعة والتعاون والتكامل في شتى المجالات، وهذه الخطوة بداية لتدشين مرحلة جديدة من العمل الدؤوب الذي استمر سنوات طويلة في مجالات التعاون الأمني والسياسي والتكامل الاقتصادي والتعليم والثقافة والعدل والزراعة والصحة وغيرها، وكمثال على هذه الأهداف فإن عملية إعادة تأهيل المدارس والمعاهد الأزهرية المصرية في الصومال شهدت توسعا أفقيا وعموديا فضلا عن زيادة عدد المنح الدراسية للطلبة الصوماليين وإعداد برامج تدريبية للدارسين الصوماليين في الجامعات المصرية بحيث يتم تجهيزهم لتلبية احتياجات بلدهم عند عودتهم وخاصة في مجال الطب والصيدلة.

إعادة افتتاح السفارة المصرية في الصومال والزيارات المتبادلة

منذ الاستقلال لم تنقطع الزيارات المتبادلة بين البلدين الشقيقين على كل المستويات وكل الرؤساء الصوماليون زاروا مصر نظرا لأهمية ومكانة مصر التي شاركت في نضال الشعب الصومالي لنيل الاستقلال حيث امتزج الدم المصري مع الدماء الصومالية وجسدها الشهيد المصري كمال الدين صلاح، مندوب لجنة الأمم المتحدة للوصاية على الصومال الذي دفع حياته عام 1957 ثمنا لجهوده نحو حصول الصومال على الاستقلال والحفاظ على وحدته.

إن السفير الحالي عندما كان دبلوماسيا  في السفارة الصومالية في القاهرة لعب دورا كبيرا في ترتيب أول وأرفع زيارة لمسؤول مصري للصومال منذ 20 عامًا حيث قام  السيد / محمد كامل عمرو، وزير الخارجية السابق بزيارة للصومال أجرى خلالها مباحثات مع الرئيس الصومالي آنذاك السيد/  حسن شيخ محمود تناولت سبل تعزيز العلاقات الثنائية وإعادة افتتاح السفارة المصرية في مقدشيو التي تكللت بالنجاح بعد هذه الزيارة ويتطلع السفير  الجديد إلى تكثيف تبادل الزيارات بين الجانبين على أعلى المستويات.

آفاق جديدة للعلاقات الثنائية

هناك عدد من الملفات تتطلب تنسيقا سياسيا على أعلى المستويات بين البلدين الشقيقين أهمهما الأمن القومي العربي والتعاون العسكري والتكامل الاقتصادي والتبادل الثقافي والتجارة البينية بين البلدين الشقيقين، وهناك تفاؤل كبير يسود في أوساط الجالية الصومالية وآمال عريضة معلقة على السفير الجديد بأن القادم أفضل وستشهد العلاقات الثنائية بين الصومال ومصر تطورا لافتا لأن السفير ليس جديدا على مصر وإنما درس فيها والتحق بالسلك الدبلوماسي في السفارة الصومالية بالقاهرة  حتى وصل إلي منصب القنصل العام في جدة حيث ترك فيها بصمات واضحة قبل تولية منصب السفير الصومالي في مصر.

ستشهد العلاقات الثنائية تطورا كبيرا على كافة الصعد وتفعيل الإتفاقيات والتفاهمات الموقعة بين الجانبين وخاصة ملف الاستثمار وستتم دعوة رجال الأعمال للاستثمار في الأسواق الصومالية الواعدة في مجالات ،الزراعة والإنتاج الحيواني،الطاقة والمياه، النفط والغاز،النقل البري والبحري، الطيران، البنوك،الإتصالات  وغيرها لخلق آلاف فرص العمل  وتحقيق التنمية المستدامة بما يعود بالنفع على الجانبين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى