مقدمة
خضعت مدينة لاسعانود مركز محافظة سول لنظام صوماليلاند الذي أعلن انفصاله من جانب واحد عن باقي الصومال في عام 1991م عندما انتزعتها من ولاية بونتلاند في عام 2007؛ ومنذ ذلك التاريخ كانت المدينة محور صراع بين صوماليلاند وبنتلاند وانقسم شعب محافظة سول إلي ثلاث مجموعات حيث تؤيد المجموعة الأولي أن تخضع المحافظة للحكومة الفيدرالية مباشرة بينما ترى الثانية أن تتبع المحافظة لولاية بونتلاند التي تدير انتخابات الممثلين عن المحافظة في البرلمان الفيدرالي في الوقت الذي تصر المجموعة الأخيرة علي أن المحافظة جزء لا يتجزء من صوماليلاند؛ وفي ظل هذه المعطيات انفجرت ثورة أهالي محافظة سول التي تطالب بتقرير مصيرها بنفسها دون أن يملي عليها أي طرف من الأطراف الأخرى.
اندلاع الثورة الزرقاء في مدينة لاسعانود
شهدت المدينة موجة من الاغتيالات للشخصيات الاعتبارية من وجهاء المجتمع والمثقفين طيلة ال 15 عاما التي حكمتها صوماليلاند علي عكس المدن الأخرى في صوماليلاند مما أعطي انطباعا للشعب بأن النظام نفسه جزء من المشكلة إن لم يكن هو المشكلة وفي خطوة تعد القشة التي قصمت ظهر البعير اغتيل ناشط سياسي يعرف باسم هدراوي والذي فجر الثورة الزرقاء التي تنبذ الانفصال؛ وبتهور واضح حاول النظام قمع المظاهرات واحتوائها ولكنه فشل في ذلك فشلا ذريعا وولغ في دماء المحتجين العزل مما أدي إلي سقوط ضحايا مدنيين برصاص قوات النظام الأمر الذي أشعل ثورة الأهالي وتحولها إلي مواجهات مباشرة بين الأهالي بقيادة شيوخ عشائر سول وقوات النظام وما تلاها من قصف وتهجير مستمر حتي كتابة هذه السطور.
ثورة كاشفة وفاضحة للأقنعة
كانت الثورة “الكاشفة” لكثير من الأقنعة التي كانت تتبجح بالوطنية والضمير الإنساني منهم مثقفون بارزون كنا نظن قبل هذه الثورة أنهم سينتصرون الحق حيث كان ومنهم علماء كنا نعتقد أنهم سيقولون الحق لا يخافون في الله لومة لائم، إن هذه الأزمة كشفت زيف إدعاء نظام صوماليلاند بأن شعب سول مواطنون يؤيدون مشروع الانفصال فمع أول حراك شعبي رافض لهذا المشروع بادر النظام إلي قصف وتهجير أهالي المدينة بل ووصمهم بالارهاب ووقعوا في المحظور الذي دأبوا يشتكون منه وجعلوه قميص عثمان عندما طالبو بالانفصال عن الصومال ورفض نظام زياد بري هذا الانفصال واندلعت اشتباكات أدت إلي قصف المدن وتهجير السكان! ؛ ومع أننا ندين المجازر التي ارتكبت ضد المدنيين في تلك الحقبة للحفاظ علي وحدة الجمهورية؛ فإننا ندين بنفس الشدة المذابح التي ترتكب ضد أهالي محافظة سول باسم الحفاظ علي الكيان الانفصالي غير الشرعي.
كشف الأزمة ضعف الحكومة الصوماليه الفيدرالية في مقديشو وعدم التزامها بحق حمايه السكان الصوماليين و رفع الصوت العالي أمام المنظمات الدوليه لرفض ما يحدث من جرائم غير مسبوقه. بل وحتى الصمت الغير مفهوم لأعلام التابع للنظام .وردة فعل هزيلة لا ترتقي لحجم العدوان. وتبني خطاب وقف نار من الطرفين رغم أن هناك طرف واحد محاصر من كل الجهات ليس له إلا الدفاع عن أرضه وعرضه وتقرير مصيره بنفسه.
كشفت حجم تواطئ حكام بونتلاند ضد أهالي سول على الرغم من انهم إداريا وسياسيا محسوبين عليها بل وحتى إقامة الانتخابات البلديه في عز الازمة لمداراة فضيحة الصمت كشفت تواطئ المنظمات الدوليه والدول المانحه بتبني خطاب هزيل سامحة بالعدوان على المدنين وحصار مدينة وتهجير أهلها بدون أن يكلفوا أنفسهم عناء تشكيل لجنة تقصي حقائق طارئه لدراسة الوضع على الأرض والتحقيق في انتهاكات حكومة بيحي. كشفت الأزمة أيضا تواطئ دول الجوار على أبناء سول ودعمهم اللامحدود اما عبر السلاح أو الصمت فرحا بإهدار الدم الصومالي؛ وكشفت لاسعانود علماء السلطه المنتفعون منها والصامتون أو المتحدثون على استحياء، ولو كان العدوان على أفغانستان أو العراق أو دوله أخرى لرأينا أصواتهم ترتفع لكن هو الخوف من الناس دون الخوف من الله سقطت أقنعة الكثير من العنصريين بيننا اللذين لا يخجلون من دعم قصف مدينه على رؤوس أهلها بإسم كراهية عشيره بعينها ولايخجلون من كونهم أبواق مجانيه لنظام ظالم يقول للناس لا أريكم إلا ما أرى وهو كما النار ستأكل موقدها و أولهم هم .
ستستمر الثورة الزرقاء في لاسعانود إلي أن تحقق أهدافها برحيل النظام الانفصالي عن المدينة والمحافظة وسيقرر أهالي المدينة مصيرها دون وصي عليهم فهم أحرار أجدادهم وسيكون النصر حليفهم فهم أصحاب حق.