الأخبارالسياسةالصومالالعالممختارات

الحويطي.. السفير الساهر على تعريب دستور الصومال

(مختارات -مركز الصومال) – تستعد الجامعة العربية لاستقبال أول نسخة عربية للدستور الصومالي، وهي الخطوة التي يعتبرها المراقبون، انعكاسا للانتماء الصومالي النبيل للعروبة والإسلام. وجاء مشروع تعريب الدستور الصومالي والحرص على وضعه في خزانة أو ذاكرة الأمة العربية ممثلة في الجامعة نتيجة جهد دؤوب بذله ممثل الأمين العام ورئيس بعثة الجامعة إلى الصومال السفير حمود بن سمران الحويطي. وقد بدأ السفير الحويطي مهمته التاريخية الجسورة فور تسلمه المكتب في يونيو ٢٠١٧ حين اكتشف وهو الوجه الحاضر للجامعة العربية في قطر عربي أن النسختين الموجودتين للدستور الصومالي إحداهما بالصومالية والأخرى بالانجليزية. وبذلك بدأت الرحلة.

راح السفير الحويطي يثير الموضوع ويلح عليه بلباقة في لقاءاته مع المسؤولين الصوماليين من الوزراء في الحكومة والنواب في البرلمان وفي مجلس الشيوخ، وهو الأمر الذي دفع وزارة الدستور الصومالية؛ لأن تبادله حبا بحب وحماسا بحماس، وهو الرجل القادم من جزيرة العرب. وفي يوم 9/‏‏7/‏‏2018 تقدمت الوزارة بطلب رسمي إلى الأمانة العامة لجامعة الدول العربية تطلب إيداع نسخة من دستورها بالعربية. وازداد الأمر أهمية مع تأكيد السفير في كل مناسبة على أن اللغة العربية التي هي ثاني لغة رسمية في البلاد بعد الصومالية، ومن ثم استجابت الأمانة العامة لطلب وزراة الدستور ووافقت على تمويل المرحلة الأولى للمشروع.

هنا تولى السفير الإشراف المباشر على لجنة مكونة من خمسة أعضاء عينتهم وزارة الدستور لإتمام المشروع الذي يتكون من ثلاثة مراحل هي: الترجمة والتدقيق واستغرقت ثلاثة أشهر، ثم التوعية بأهمية الخطوة شعبيا ورسميا واستغرقت مدة مماثلة، ثم مرحلة الطباعة والتوزيع لأول دستور صومالي باللغة العربية منذ استقلال الصومال عام 1960.

لقد حرص السفير الحويطي وفريق العمل على أن يصب المعنى الصومالي الجميل في كل كلمة عربية، فيعطيه جرسها ورونقها على الورق.. هكذا هبط الكلام من عالم التجريد إلى عالم التجسيد.. تجسيد هوية وانتماء شعب عريق يؤمن بعروبته. هكذا نجح الحويطي ولجنة الدستور أن يزيلوا كل الحواجز بين الإنسان الصومالي في القرن الأفريقي وأخيه العربي من المحيط إلى الخليج. إن اللغة كما يقال مرآة العالم، وجرس الكلمة وعدد حروفها ونطقها وما تختتم به يجعلها ذات كيان حي، وهكذا سعت وزارة الدستور الصومالي لأن تتيه فخرا بدستورها الذي بدا أكثر جمالا في ثوبه العربي القشيب.

ولد السفير حمود سمران الحويطي، في مدينة الرياض ١٩٦٤ وحصل على بكالوريوس القانون من جامعة الملك سعود عام ١٩٨٧.

وفي عام 1988 التحق بالعمل الدبلوماسي، إلى أن رشحته المملكة للعمل بجامعة الدول العربية كسفير لبعثة الجامعة في الصومال عام ٢٠١٧ وليصبح أول سعودي يرأس بعثة لجامعة الدول العربية في القارة الأفريقية.

المصدر: صحيفة المدينة https://www.al-madina.com/article/593079

شريف قنديل

كاتب صحفي مصري

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى