السياسةالصومالالقرن الأفريفيتحليلاتمقالاتمقالات الرأيوجهات نظر

تساؤلات حول ما بعد زيارة الرئيس الصومالي للقاهرة

ربما هذا السؤال يتبادر الي اذهان الكثيرين ياتري ماذا سيحصل بعد زيارة الرئيس الصومالي إلي القاهرة ومخرجات المؤتمر الصحفي المشترك بين الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي حيث صرح الأخير بأنه اتفق مع نظيره الصومالي علي ” خطورة التصرفات الأحادية حول سد النهضة للجانب الإيثوبي وضرورة احترام قواعد القانون الدولي للدول المتشاطئة ” بينما لم يتطرق الرئيس الصومالي في بيانه لسد النهضة. يفسر كثير من المرقبين أن هذا التصريح وعدم تعقيب الرئيس الصومالي عليه موافقة ضمنية وبمثابة تدشين لمرحلة جديدة من العلاقات مع مصر بعكس الإدارة الصومالية السابقة التي نأت بنفسها عن التدخل في خلاف سد النهضة؛ ويتوقع المراقبون أن الانخراط في هذا الخلاف سيكون له تداعيات خطيرة وانعكاسات علي الوضع الأمني في الصومال؛ إن لم تتدارك إدارة حسن شيخ الموقف وتتصرف بحنكة ودهاء سياسي!
ماذا نتوقع من الجارة أديس ابابا ؟
لقد شنت حركة الشباب قبل أيام هجوما علي الإقليم الصومالي والذي يخضع للحكم الذاتي تحت حكم الفيدرالي الايثوبي حيث خلف هذا الهجوم خسائر كبيرة للطرفين ولأسباب غير مفهومة لم تقم مقديشوا بالمسارعة إلي إدانة هذا الهجوم في حينه رغم ان الحركة هي العدو المشترك بين الطرفين. نعم لقد خلق هذا السلوك غير المبرر والسكوت غير المتوقع من جانب مقديشوا شكوكا لدي اديس ابابا والتي علقت سابقا قنوات التواصل وتبادل المعلومات الاستخباراتية بين الدولتين امتعاضا علي ما يبدو من تعيين مدير الأمن و الاستخبارات الوطنية السيد مهد صلاد والمقرب من القاهرة حسب اعتقادها واعتبروا ذلك تهديدا علي أمنهم ومصالحهم في ظل الاتهامات المتبادلة والبعيدة عن الموضوعية والمسؤولية والتي وجهها السيد فهد ياسين رئيس المخابرات السابق لخلفه مهد صلاد والتي تربطه بالعلاقة مع حركة الشباب! وكان مهد قد كال نفس التهم لفهد أثناء توليه المنصب لتأخذ الطابع الشخصي وتصفية الحسابات الذاتية مما أفقدها المصداقية.وعلي النقيض من هذه الرؤية يعتقد بعض المحللون ان اديس ابابا هي من فجرت الأوضاع علي الحدود وانها قامت بإستدراج الحركة ودبرت الهجوم عبر أذرعها من اجل توحيد الجبهة الداخلية وخلق ذريعة للتدخل في مناطق جديدة في الصومال والتصدي لسياسات الحكومة الجديدة ، وقد شرعت اديس ابابا لتأليب الولايات ضد الحكومة الفيدرالية لجعلهم ورقة ضغط لمساومة مقديشو و إجبارها علي عدم التحالف مع مصر علي الأقل .
وعلي الجانب الإيثوبي أن يدرك أن الصومال رغم ظروفه الصعبة التي يمر بها لا يمكن لي ذراعه لأنه يمتلك الكثير من الأوراق السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية وغيرها ليمارسها ضد إيثوبيا إن أراد؛ ومع ذلك يجب أن يغلب الصومال حسن الجوار والتعايش السلمي وأن يبدي حسن نواياه تجاه إيثوبيا الجارة وأن يدين الهجوم الإرهابي الذي قامت به حركة الشباب عبر الحدود وأن يسعى جاهدا لإعادة قنوات التعاون الأمني المشترك والتعجيل بزيارة إيثوبيا وطمأنتها وتبديد مخاوفها والاعراب بوضوح أن العلاقة المتميزة مع مصر أو غيرها لا يمكن أن تكون علي حساب إيثوبيا والعكس صحيح، وبرهنة أن السياسة الخارجية الصومالية تقوم علي شعار صومال متعايش سلميا مع العالم؛ فنحن شركاء في الأرض والإنسان والتاريخ ومصالحنا المشتركة تقتضي تجاوز أي خلاف بالحوار والتفاهم !
وعموما يجب أن يصغي القادة الصوماليون الي الباحثين والاكاديميين في فك طلاسم العلاقات الدولية وتشابك المصالح بين أصدقاء الصومال وشركائه؛ فهم المخرج وهم اصحاب الحل والعقد في فهم المصالح الكلية، وفي النهاية علينا ان ندرك موقعنا ديناميكية الجغرافيا السياسة وموازين القوى في المنطقة.

يحيى طحلو

باحث في العلاقات الدولية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى