حسن شيخ… والسعي للتمديد
جمهورية حسن شيخ محمود الديمقراطية هي نوع من الأنظمة الديماغوجية البعيدة عن التفاهمات والمصالحة المجتمعية، وتحاول أن تبقى على السلطة بسبب التفاهمات الخاصة مع بعض حكام الولايات بصورة مخالفة للدستور، ومع ذلك تدعي ليلا ونهارا بأن هدفها الأسمى هو احترام الدستور وتحقيق رغبة الشعب فيما يتعلق بانتخاب ممثليهم.
الوعد المفتري:
كان أهم شعار لحملة الرئيس الحالي الانتخابية قبل وصوله إلى السلطة (صومال متصالح مع نفسه ومتعايش مع العالم)، ولكنه وبعد عام ونصف فإن الخلافات الداخلية بين الحكومة الفيدرالية والولايات وبين المكونات القبلية في بعض المناطق تمر في أسوأ مراحلها منذ مؤتمر “عرتة” للمصالحة في عام 2000 ومع أن الرئيس حسن شيخ حظي بفرصة تاريخية كونه أول شخصية تعود إلى السلطة كما أنه مر في تجربة قيادة معارضة سياسية كانت أقوى وأسخن في وقتها ومع هذا بيدو أنه ما زال في سنة أولى سياسة، وبتقديري أن السبب الرئيس بكل هذا الفشل هو أن الرئيس حسن يحمل حمولات ثقافية مناطقية ضيقة تشكلت في بعض أجزاء البلاد في الفترة ما بين سقوط الحكومة المركزية ومؤتمر “عرتة” ولذلك فشل في تنفيذ وعوده السابقة والحالية بل تحولت الحكومة الفيدرالية في عهده الثاني كطائرة مخطوفة لا تهتدي إلي سبيل يقودها شخص عديم الخبرة وقد ضاعت عنه البوصلة بسبب عدم معرفته النظام المتبع داخل القمرة.
رشوة التمديد:
كانت الاستراتيجية السياسية لصاحب الفخامة الأوحد في زمانه أن يسوس الولايات بنوع من الرشوة السياسية حتى يتمكن من تنفيذ خطة (الانتخابات الحرة) حسب تعبيره، ولتحقيق رغباته انتهك اللوائح المنظمة لاجتماعات المجلس التشاوري الوطني الذي يتكون من الحكومة الفيدرالية و حكام الولايات والذي يقضي بأن تصدر القرارات بالاجماع وبدلا من السعى لاقناع الولايات المعترضة على خطته ابتدع أن يتم اتخاذ القرارات بالأغلبية بدلا من التفاهم دون سند دستوري أو قانوني، وقد انسحبت ولاية بونتلاند من هذه المسرحية السمجة حيث أن الفكرة الرئيسية كانت التمديد لحكام الولايات المنتهية مدة حكمهم حتى يستتب للرئيس الأمر ويجد مسوغا لتمديد حكمه حتى أجل غير مسمى بحجة تنظم انتخابات عامة في البلاد والتي لا يتوفر أدنى الشروط اللازمة لإجرائها في البلاد في الأمد المنظور، ومع أن الجميع كان يدرك أن هذه المسرحية قد تفشل عاجلا أم آجلا إلا أن فخامته كان يعتقد أن خططه العجيبة ستنطلي على الآخرين. ومع أنها طريق مجرب سبقه إليه الرئيس السابق فرماجو مع اختلاف بسيط لبعض الأحداث والأشخاص.
إن جماعة الرئيس السابق حاولت تضليل الرأي العام ودغدغة مشاعر الشعل والتلاعب بعقوله بعقد انتخابات عامة في البلاد في بلد يعيش في حالة الفراغ الأمني خاصة في الشطر الجنوبي ورغم أن قطاعات من الشعب كانت مخدوعة بهذه الشعارات إلا أنهم فشلوا في مسعاهم بخداع الشعب وكان الرئيس الحالي حسن شيخ من أبرز من تصدى لمحاولات التمديد التي كان يسعى إليه سلفه فكيف له أن يعيد تمثيل نفس المشهد المسرحي ! ومع ذلك فقد فشل في تعهده قبل عام بإجراء الانتخابات البلدية في الولايات التي قبلت بانتهاك الدستور وتجاز مدة حكمهم والغريب أنه لا زال يواصل نغمة الانتخابات في خطاباته رغم كل تلك الخيبات وسنصل إلي المواعيد المضربة دون تحقيق شىء من هذه الوعود الكاذبة التي يرمي من ورائها شراء الوقت ومن ثم التمديد لولايته التي ستنتهي في مايو 2026 م.
قبل فوات الأوان:
ومعلوم أن السياسة الصومالية تحولت في السنوات العشر الماضية إلى مسرحيات مكررة، وكان من المتوقع أن هذا الرئيس السبعيني الذي لا تنقصه خبرة الحكم والمعارضة أن يميل إلى الحكمة والعقل وإلي أجواء تصالحية ولكنه اختار الصدام والتهور في قيادة البلاد، مما يؤكد أن الرجل لا يريد تحقيق وعود انتخابية ولا انتخابات شعبية، ولكنه يتشبث بالسلطة فقط وبطريقة فاشلة وغير مدروسة بدليل أنه لم يحاول عقد نوع من الانتخابات التجريبية في المناطق الآمنة التي تقع تحت سيطرته مثل العاصمة!