الانتقال الديموقراطي في ولاية بونتلاند
الانتقال الديموقراطي كان حلما راود شعب بونتلاند في شمال شرق الصومال والتي تعتبر مهندسة تبني النظام الفيدرالي في البلاد وذلك منذ تأسيس الولاية في أغسطس 1998، إلا أن هذا الحلم دائما ما كان يصطدم بإكراهات الواقع السياسي المضطرب في الصومال عموما ومقاومة بعض النخب للانتقال من النظام التقليدي الذي يهيمن عليه شيوخ العشائر خوفا من فقدان المكاسب السياسية والامتيازات التي حصلوا عليها وخشية آخرين من أن يجلب الانتقال الديموقراطي قلاقل واضطرابات اجتماعية وسياسية أكثر مما يأتي بالاستقرار والتقدم المنشود، ولذلك تحاشى الحكام المتعاقبون للولاية للمضي قدما في تنفيذ الاستحقاق الديموقراطي وخاصة بعد فشل تجربة الحاكم الأسبق عبد الرحمن فرولي في تطبيق تجرية الجمعيات والأحزاب السياسية المتعددة في نهاية عام 2013.
الجمعيات السياسة في بونتلاند
بدأت إدارة ولاية بونتلاند إجراء إنتخابات تجريبية علي مستوي المحليات في مديريات ( قرطوا Qardho، أفين ‘Ufayn ، أيل Ayl ). وعلي أساسها بدأت الجمعيات السياسة ” أحزاب قيد الإنشاء ” تنظيم صفوفها للخوض في السباق الإنتخابي للحصول على مقاعد في المجالس المحلية. ومن رحم هذه العملية تأسست 9 جمعيات سياسية تتنافس لشغل مقاعد في البلديات، ومن المفترض في نهاية العملية اعتماد الجمعيات السياسية الثلاثة الأولي كأحزاب رسمية تخوض سباق برلمان الولاية والتنافس في شغل منصب حاكم الولاية .
تعتبر جمعية ” مديي Mideeye ” ومعناه الحزب الجامع من أبرز الجمعيات السياسية التي تخوض غمار سباق الانتخابات المحلية التجريبية وتضم سياسيين ورجال أعمال وناشطين في المجتمع المدني من العيار الثقيل، ومن أبرزهم الجنرال الشاب أسد عثمان عبد الله الذي كاد أن يصبح حاكم ولاية بونتلاند والذي يمتلك كاريزما قيادية في الأوساط الشبابية والنخب في بونتلاند بشكل خاص وفي الصومال عموما والتي تعاظمت بعد اسدال الستار على الاستحقاق الانتخابي في الولاية.
الحملات الانتخابية للجمعيات
وكان اللافت للنظر في هذا الحملات الانتخابية حامية الوطيس المسيرات الشعبية الحاشدة التي نظمتها جمعية “مديي Mideeye ” فى مدينة قرطو إحدى أهم المدن فى ولاية بونتلاند حيث استطاعت الجمعية ان تنظم كرنفالا جماهيريا فى يوم 6 من شهر أكتوبر 2021. وعلي الرغم من حداثة التجربة إلا أنه قد تمكن من استقطاب جماهير كبيرة إلي صفوفه، وربما يعود ذلك إلى برامجة الجاذبة ورؤيته حول قيادة ولاية بونتلاند وكذا رؤيته حول الدولة القومية للصومال وعلاقة ولاية بونتلاند في المركز بمقديشو.
دلالات المسيرات الحاشدة لجمعية مديي في مدينة قرطو
إن دلالات خطاب الجنرال أسد عثمان عبد الله أمام الجماهير المحتشدة في الميادين والساحات العمومية في مدينة قرطو توحي للمتابع بالشعبية الجارفة التي يتمتع بها هذا القائد الشاب والرؤية الواضحة التي تتبناها جمعية “مديي” التي تجعل الجماهير تلتف حولها، بدأ الجنرال أسد كلامه بشرح مقتضب حول دلالة الإسم Mideeye” ” والتي تعني الموحد بكسر الحاء، حيث ربطها بأهداف الحزب المنطلقة من توحيد مجتمع بونتلاتد والأمة الصومالية قاطبة بل شرق أفريقيا بأكملها من أجل إيجاد مجتمعات متعايشة ومتكاملة إقتصاديا وتجاريا. واكد الجنرال فى ثنايا حديثه : ان هذه الحزب يمثل رغبة الجماهير وهذا الحشد النوعي للجماهير التي شاركته من كل حدب وصوب خير مثال لذلك . واختتم بكلامة بمقولة ” النصر لجمعية “مديي Mideeye” . مثلت هذه التظاهرة الكبيرة للجمعية خطوة هامة فى تحقيق أهدافه نحو إقامة حكومة رشيدة اساسها التعددية الحزبية والديمقراطية وتعزيز قيم التنافس الحر بين مكونات مجتمع بونتلاند .
الخاتمة
يجمع المراقبون أن جمعية مديي سيكون لها شأن في مستقبل ولاية بونتلاند وقيادة التجربة الديموقراطية فيها وتعميم تلك التجربة في عموم الصومال كون هذه الجمعية حركة قومية تتبنى الفكر القومي الشامل لكل القومية الصومالية أينما وجدت، ومن هنا نرجوا لهذه التجربة النجاح والتوفيق وتجاوز العقبات التي تعترضها من غياب الوعي ونقص التمويل وتربص المنتفعين وغيرها من العقبات حتى ترسو السفينة في بر الأمان.