الأدب والفنثقافة واجتماعمقالات
ومن الشائعات ما يضحك..!
مقهى إيطاليا بشارع مكة مكان يروق لي جلوسه رغم ضوضاء وجلبة زبائنه الذين لا يملّون الحديث عن شؤون السياسة وأخبار كرة القدم.
في الأسبوع الماضي كنت أجلس قريبا من شابين يتحدثان عن تعيين أجنبي محافظا للبنك المركزي، وأطلق أحد الشابين ما ظننته شائعة قائلا: إن الدولة تهدف من وراء هذا التعيين استرضاء بريطانيا العظمى وتخفيف غضبها إزاء طرد المبعوث الأممي الذي هو – وإن كان يحمل جنسية جنوب إفريقيا- بريطاني الأصل!
تلك الشائعة عادت بي إلى الوراء، وذكّرتني بما كان ناس زمان يتداولونه من شائعات غريبة.
أغلب الشائعات التي سمعتها في صباي كانت تدور حول الحاكم وقتها الرفيق محمد سياد بري، وإليكم بعضا منها:
- قيل إن المشعوذين المحيطين بالرفيق سياد نصحوه بإحضار ضبع حىّ إلى فيلا صوماليا والاحتفاظ به هناك، ولذلك لضمان استمرار حكمه وكلّف الرفيق سياد وحدة من الشرطة العسكرية باصطياد الضبع وإحضاره حيّا!!
- ومما أشاعوا عن الرفيق سياد أيضا انه أمر بنزع حنجرة سيدة الغناء حليمة خليف مغول في حال وفاتها وطلب من الأطباء فعل المستحيل وتركيب هذه الحنجرة الذهبية لمطربة أخرى!!
- شائعة أخرى عن الرفيق تقول إنه زار ذات مرة في دائرة الهجرة والجوازات، وكانت آنذاك تابعة للاستخبارات، ورأى هناك حشودا من الناس تطلب استصدار جوازات قال سياد بري لمدير الجوازات العقيد نور بدار: أيها الرفيق أعطني جوازا أنا الآخر كي أغادر البلاد! فوقف رجل من الحشود قائلا يا ريت لو غادرت أنت البلاد لبقينا نحن جميعا أنت سبب هجرتنا من البلاد!!
- ومما يحكى أن السيد الحكيم فارح غُولُولَي ضرط (أخرج ريحًا من فتحة الشَّرَج مع صوت) بحضرة إحدى بنات الرفيق سياد، ولمّا رأى البنت تتقزز منه قال لها: إن أباك كمّم أفواهنا فتعالى أنت وسُدّي أدبارنا!!
- وأشاعوا أيضا – والله أعلم – أن سياد بري أخبر أعضاء المكتب السياسي للحزب الاشتراكي الثوري في إحدى الجلسات أنه يخاف الجنرال محمد فارح عيديد على نفسه ويخاف العقيد عبد الله يوسف على الوطن!!! ويوم أدخل عبد الله يوسف الإثيوبيين في البلاد قال البعض: لقد صدق الرفيق سياد!!
- وفي حرب 1977 كان صوت المذيع أحمد حسن عوكي يدوّي في راديو مقديشو مهاجما نظام منغيستو الوحشي، ثم سمعنا شائعة عن اختطاف عوكي من قِبل الاستخبارات الإثيوبية ووضعه في كيس لتهريبه إلى أديس أبابا؛ لكنّ الصاعقة الصومالية الباسلة طاردت الخاطفين، وقبضت عليهم عند الحدود، وأنقذت المذيع المخطوف!!
وللشائعات بقية..