أزمة البطالة في الصومال.. الحلول والمقترحات
مقدمة:
للاطلاع على الملف بصيغة بي دي إف انقر هنا
إن معدلات البطالة في الصومال تعد الأكثر في دول العالم، وخاصة بين الفئات الشبابية الذين لم يتلقوا التعليم الأساسي والمتسربين من التعليم وخريجي الجامعة وكذلك النساء والفتيات. وإن مشكلة البطالة تؤرق المجتمع الصومالي، وتتسبب بالعديد من التداعيات السلبية في المجتمع مثل الهجرة، والجريمة المنظمة، والانضمام للجماعات المسلحة.
وتعد البطالة العامل الأساسي الذي يدفع الشباب للهجرة بأنواعها النظامية وغير النظامية؛ حيث يخوض المئات من الشباب الصومالي كل شهر رحلة محفوفة بالمخاطر باتجاه أوروبا وأمريكا الشمالية بحثا عن فرص عمل وحياة أفضل.
ولدينا بعض المؤشرات المهمة التي سننطلق منها لفهم أزمة البطالة في الصومال، وتشير الأرقام الصادرة من وكالات الأمم المتحدة حسب تقديراتهم أن أكثر من 70% من الصوماليين دون سن الثلاثين، ويبلغ معدل البطالة بين الشباب من سن 14 إلى 29 سنة 67 % في المائة، وهذا أحد أعلى المعدلات في العالم.
أرقام وإحصاءات حول الصومال؛
- نسبة النمو: 2.9% (تقديرات 2020)
- الناتج المحلي الإجمالي: 4.92 مليارات دولار (تقديرات 2020)
- الناتج الفردي السنوي: 830 دولارا (تقديرات 2020)
- نسبة البطالة: 67% في فئة الشباب التي تشكل 70% من سكان البلاد
- نسبة التضخم: 5.03 %
- معدل الفقر: 73%
وهذه الأرقام تثير الرعب لدي المسؤولين وصانعي القرار السياسي، وتعكس ضخامة الجهود المطلوبة للتغلب على هذا الوضع في ظل الوضع السياسي غير المستقر في البلاد.
نتائج تقييم البنك الدولي للوضع الصومالي
خلُص تقرير سمات الفقر في الصومال، الذي نُشر في 2017، وتقرير تقييم أوضاع الفقر والوضع المعيشي في الصومال، الذي صدر في أغسطس/آب 2019، إلى أن الفقر في البلاد منتشر على نطاق واسع وعميق، على الأخص في الريف وبين النازحين.
وتشمل الاستنتاجات المستخلصة ما يلي:
- تعاني تقريبا تسع من بين كل عشر أسر صومالية من الحرمان في بُعد واحد على الأقل: النقد أو الكهرباء أو التعليم أو المياه والصرف الصحي.
- تعاني نحو سبع من بين كل عشر أسر في بعدين أو أكثر.
- يعاني السكان الرحل بالقدر الأكبر، بينما يشهد سكان المدن الحد الأدنى من الحرمان.
- يمكن لنصف الأسر المقدرة على استخدام خدمات محسنة للصرف الصحي والكهرباء، بينما ثماني من بين كل عشر أسر لديها القدرة على الوصول إلى مصادر محسنة للمياه. ولدى خمس من بين كل عشر أسر كهرباء.
- تؤكد الدراسات أن نحو 66% من الأسر الصومالية تعرضت لنوع واحد من الصدمات على الأقل على مدى الاثني عشر شهرا ، معظمها مرتبط بالمناخ. في الوقت الذي يعيش جزء كبير من السكان، نحو 10%، فوق خط الفقر بقليل، وهم عرضة لخطر الانزلاق إلى دائرة الفقر.
وقالت الخبيرة الاقتصادية المعنية بالصومال لدى قطاع الممارسات العالمية للفقر والمساواة لدى البنك الدولي ورئيس الفريق المشارك لتقييم أوضاع الفقر السيدة “ويندي كارامبا “هذا حقا أول تقييم (لأوضاع) الفقر في الصومال نستطيع أن نفخر به… إن القدرة على إنتاج مثل تلك المجموعة الغنية من المعلومات والتي تسلط الضوء على بعض التحديات التي يشهدها الصوماليون تسمح لنا بمنح القدرة على التعبير لمن لا تسلط عليهم الأضواء في العادة، ويفتقرون إلى القدرة على التعبير. كما أن ذلك يضع قضاياهم في طليعة اهتمام السياسات. وهذا أمر حيوي لعملية مبادرة البلدان الفقيرة المثقلة بالديون([1])
تعريف البطالة
ترجع كلمة البِطالة في اللغة العربية بكسر الباء إلى الفعل بَطَلَ أو بَطُلَ، أما البَطالة بفتح الباء فهي مصدر بَطَلَ، وفي الحالتين فإنّها تعني التعطّل عن العمل والقعود عنه، أو عدم توافر العمل للراغبين فيه والقادرين عليه، أو الحالة التي لا يوجد فيها وظائف يبحث عنها الناس، ويُقال يوم بَطالة أيّ يوم عطلة. ويُطلق مصطلح البطالة على حالة الأشخاص الذين ليس لديهم وظيفة يُمارسونها، ولم يتمكّنوا من الانخراط في القوى العاملة الفعّالة في المجتمع، حيث إنّهم يسعون للحصول على وظيفة باستمرار، ويرتبط مصطلح البطالة بالقدرة على ممارسة العمل، مع ضرورة سعي الشخص لإيجاد فرصة للعمل.
أنواع البطالة
هناك عدّة أنواع للبطالة كما سردها الكاتب “طارق محمد ” في مقاله بموقع”الموضوع”، وهيَ كالتالي:
- البطالة الاحتكاكية: تحدث البطالة الاحتكاكية عندما تكون كميّة العمالة المطلوبة غير مساوية لكمية العمالة المتاحة، وتكمن المشكلة في عدم وصول الأشخاص الباحثين عن العمل وأصحاب العمل الباحثين عن موظفين لبعضهم البعض.
- البطالة الهيكلية: هي البطالة التي تنتج عن عدم توافق المؤهلات التي يمتلكها العمّال مع تلكَ التي يطلبها أصحاب العمل، على الرغم من أنّ الوظائف المتاحة أحياناً تكون مساويةً لعدد الأشخاص العاطلين عن العمل، ومن أسباب البطالة الهيكليّة التغيّر التكنولوجيّ، وإقبال عدد قليل أو كبير على تعلّم واكتساب مهارة معيّنة.
- البطالة الدورية: يُقصد بها البطالة التي تحدث عد تجاوز المستوى الطبيعيّ للعمالة، حيثُ يختلف المستوى الطبيعيّ للعمالة بحسب تغيّر الظروف، مثل التضخمّ الديموغرافيّ الذي يحدث عند قدوم الوافدين الجدد وإضافتهم إلى القوى العاملة في الدولة
- البطالة الناقصة: تحدث عندما يرغب الموظفّون بالعمل لساعات أطول، وترتفع نسبة هذه البطالة في المؤسسات التي يعمل أغلب موظفيها بدوام جزئيّ.
- البطالة الخفية: هيَ البطالة التي تغفل عن احتساب بعض الأشخاص العاطلين عن العمل في إحصاءات سوق العمل الرسميّة، مثل الأشخاص الذينَ بحثوا عن وظيفة لوقتٍ طويلٍ حتّى فقدوا الأمل لكنّ رغبتهم في العمل لا تزال موجودة.
- البطالة الموسمية: يُقصد بها البطالة التي تتعلّق ببعض الوظائف المتربطة ببعض المواسم، والتي يُصبح أصحابها عاطلين عن العمل في غير مواسمها ([2])
أسباب البطالة في الصومال
تعد ظاهرة البطالة من أخطر الظواهر التي يمكن أن تواجه المجتمعات، حيث أنها تشكل عامل تهديد اقتصادي واجتماعي وأخلاقي وثقافي، كما أن ارتفاع معدل البطالة في العالم وخاصة العالم ما يعرف بالعالم الثالث يسبب عقبة كبيرة. لذلك فلا بد من الوقوف على أسباب البطالة، والبحث عن حلول ناجعة لها، حيث تختلف هذه الأسباب باختلاف ظروف كل مجتمع :
- أسباب اجتماعية وثقافية للبطالة :
تتعدد الأسباب وتتشابك العوامل المؤثرة على ارتفاع نسبة البطالة في البلاد ونحاول أن نناقش “ثقافة العيب” من ممارسة بعض المهن والحرف في الصومال تساهم في تفاقم معدل ظاهرة البطالة، ودخولها حيز المشكلة، حيث أنها تزيد من عدم تكافؤ عدد المؤهلين مع عدد الفرص المتاحة، على المستوى البعيد. ويمكن أخذ مشكلة عدم قدرة بعض المجتمعات على تطوير أفكار مشاريع جديدة بعين الاعتبار، بالإضافة إلى مخرجات العملية التعليمية غير المتوازنة مع متطلبات سوق العمل، التي تنتج أحياناً أجيالاً مؤهلة للاستجابة لليأس، أو الاستسلام لانسداد الآفاق([3])
- عدم الاستقرار السياسي والأمني
عانى الصومال لعقود من الحرب الأهلية والتي لازالت آثارها مستمرة ويعيش حاليا في مرحلة ما بعد النزاعات التي تحول دون تحقيق طموحاته لضعف قدرة الحكومات المتعاقبة على دعم القطاع الخاص ورجال الأعمال في توفير البيئة الملائمة في لتطوير تجارتهم وخلق فرص عمل ، بالإضافة إلى انعدام التنمية السياسية .
- الوضع الاقتصادي الهش
بالرغم من التقدم الذي تم إحرازه في دفع عجلة الاقتصاد عبر مبادرة إعفاء الديون والتي وصلت لمرحلة اتخاذ القرار، ولم يتبقَ لها إلا مرحلة النهاية التي بموجبها يتم إسقاط معظم الديون، ويحق للدولة تلقي المنح والديون لتطوير البنية التحتية وتنفيذ البرامج التنموية، الأمر الذي سيخلق الكثير من فرص العمل إلا أن الاقتصاد الصومالي لم يتحسن في القدر الذي كان مأمولا قبل سنوات، وأثرت جائحة كورونا سلبا على الاقتصاد كغيره من الدول.
- ضعف القطاع الخاص
إن هيمنة رجال الأعمال على الوضع الاقتصادي في البلاد ونقص التشريعات اللازمة لحماية المستهلكين من جشع رجال الأعمال تؤدي إلى تنامي البطالة وضعف الجودة نتيجة لاستبعاد المؤهلين وتوظيفهم لانتشار المحسوبية والفساد في البلاد.
الشباب والبطالة :
تعد فئة الشباب بأنها الأكثر تضررا، وأكد الأستاذ الباحث حسن عبد الصمد في مقاله عن البطالة في الصومال بأن “ما يساهم في تفاقم مشكلة البطالة في فئة الشباب هو ازدياد عدد الجامعات في العاصمة مقديشو بصورة غير مسبوقة” مشيرا إلى أن “معظمها لا تستوفي أدنى المعايير الضرورية لتأسيس الجامعات، ولا تراعي التخصصات التي يتطلبها سوق العمل، وتقوم بتسجيل طلبة لا يحملون شهادات ثانوية أو على الأقل ما يعادلها من التعليم، وبالتالي يساهم هذا الأمر في تخريج طلبة لم يتلقوا التعليم الكافي الذي يؤهلهم للقيام ببعض الوظائف الأمر الذي يؤثر بدوره سلبا على الإنتاج الوظيفي بصفة عامة. ويمكن القول إن افتتاح هذه الجامعات أصبحت قضية استثمارية بحتة لا يهمها الارتقاء بمستوى التعليم الوطني، وإنما يهمهما فقط الربح دون النظر لاحتياجات سوق العمل والتخصصات التي تمس الحاجة إليها. كما أن الحكومات المتعاقبة لم تبذل الجهد الكافي من أجل إيجاد الحلول الناجعة لهذه الأزمة، فآخر فرص التوظيف داخل المؤسسات الحكومية كانت في عام 2016 ” ([4] )
البطالة مشكلة اقتصادية، كما هي مشكلة نفسية، واجتماعية، وأمنية، وسياسية، وجيل الشباب هو جيل العمل والإنتاج؛ لأنه جيل القوة والطاقة والمهارة والخبرة. فالشباب يفكرون في بناء أوضاعهم الاقتصادية والاجتماعية، بالاعتماد على أنفسهم، من خلال العمل والإنتاج، لا سيما ذوي الكفاءات والخريجين الذين أمضوا الشطر المهم من حياتهم في الدراسة والتخصص، واكتساب الخبرات العملية، كما يعاني مئات الآلاف من الشباب من البطالة بسبب نقص التأهيل وعدم توافر الخبرات لديهم، لتَدني مستوى تعليمهم وإعدادهم من قِبَل الدولة. وتؤكد الإحصاءات أن هناك مئات الآلاف من العاطلين عن العمل في الصومال من جيل الشباب، وبالتالي يعانون من الفقر والحاجة والحرمان، وتخلف أوضاعهم الصحية، أو تأخرهم عن الزواج وتكوين الأسرة، أو عجزهم عن تحمل مسئولية أسرهم. وتتعدد أسباب ارتفاع معدلات بطالة الشباب في الصومال.
ومن أسباب ارتفاع معدلات بطالة الشباب ما يأتي :-
- ضيق فرص العمل الجديد في الوطن.
- عدم التوافق بين نتائج التعليم ومتطلبات سوق العمل.
- العوائق الاجتماعية والثقافية، وعدم وجود فرص للتدريب والعمل التطوعي.
- عوامل القانون والسياسات العامة فى الوطن.([5] )
البطالة والهجرة
إن أبرز عامل يدفع الشباب دفعا إلى الهجرة هو البطالة و لا يكاد يمر شهر دون ورود أخبار عن غرق مجموعات من الشباب المهاجر الباحث عن فرص عمل وحياة أفضل عبر قوارب الموت صوب سواحل أوروبا وقد أشار استطلاع للرأي قام به معهد جالوب أن ربع سكان الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، يفضلون الهجرة بشكل نهائي، في حين أشار استطلاع البارومتر العربي، الذي نفذته شبكة البارومتر العربي بالتعاون مع هيئة الإذاعة البريطانية عام 2019 ،إلى أن 20% من المشاركين عبروا عن رغبتهم في الهجرة، وفي الفئة العمرية ما بين 18-29 عاماً وصلت النسبة إلى 52%.
تعتبر البطالة المحفز الرئيسي للشباب الراغبين في الهجرة في الكثير من الدول بينما يعد الوضع الأمني الدافع والمحرك الأكبر في دول أخرى بالإضافة إلى أن التغيرات المناخية وموجات الجفاف المتكررة تلعب دورا كبيرا في تفاقم أزمة البطالة وإجبار السكان على الهجرة القسرية في منطقة القرن الأفريقي التي تعصف بها النزاعات العرقية والقلاقل الأمنية([6])
حلول مقترحة لحل مشكلة البطالة
أعلنت وزارة العمل والشؤون الاجتماعية([7]) بأنها تخطط لتوظيف 50 الف شخص خلال هذا العام 2022، وهذا عدد ضئيل جدا بالنسبة للعاطلين عن العمل في عموم البلاد، وعلى الحكومة المقبلة اتخاذ التدابير التالية :
- السعي لتحقيق التعاون والتكامل الاقتصادي الوطني وضرورة الاهتمام بالصناعات الصغيرة والحرف اليدوية والتي من شأنها استقطاب عدد كبير من الأيدي العاملة.
- توفير رؤوس الأموال؛ وذلك من خلال اعتماد استراتيجية وطنية شاملة.
- إعادة بعث نشاط لجان الزكاة لتمويل بعض المشروعات الفردية الخاصة والتي من شأنها التقليل من أزمة البطالة.
- اللجوء لسياسات جانب الطلب والتي تحدّ من البطالة الناتجة عن الركود أي تلكَ التي ينقصها الطلب واتّباع سياسات جانب العرض والتي تُقلّل البطالة الهيكليّة.
- اتباع السياسة النقديّة التي تدعو إلى خفض أسعار الفائدة لتعزيز الطلب الكليّ، والسياسة الماليّة التي تهدف لخفض الضرائب لتعزيز الطلب الكليّ.
- رفع مستوى التعليم والمهارات ومتطلبات الوظائف من خلال تدريب القوى العاملة، ممّا يُساعد على كسر الجمود المهنيّ؛ وبالتالي الحدّ من البطالة الهيكليّة.
- تشجيع الشركات على الاستثمار في المناطق المنكوبة وخفض الحدّ الأدنى للأجور.
- جعل أسواق العمل أكثر مرونةً من خلال التخلّص من القوانين التي تُصعّب توظيف العمّال وتُساعد على فصلهم.
- تفعيل دور الدولة في محاربه البطالة، ويجري ذلك بتطبيق الدولة دورها في الاقتصاد ودعم القطاع العام مالياً وفنياً وبشرياً، وإصلاحه، والقضاء على الفساد، وتفعيل الرقابة فيه.
- خفض الضرائب، الذي من شأنه التشجيع على الإنفاق، ما يحسن من الوضع الاقتصادي العام للدولة.
- تشجيع فرص الاستثمار التي توفر فرص عمل محتملة.
- دعم المشاريع الصغيرة وتفعيل التمويل الصغير.
- إبرام اتفاقيات اقتصادية واستثمارية مع الدول المجاورة.
- تطوير قطاع التعليم بما يتلاءم مع التطور التكنولوجي، لإنتاج جيل قادر على تطوير الأفكار المواكبة.
الخاتمة
كما أشرنا سابقا فإن مشكلة البطالة تعد واحدة من أخطر المشكلات التي تواجه المجتمع الصومالي الجريح بصفة عامة، وتعتبر أيضا أحد التحديات التي يجب على الحكومة الانتباه لها حاليا؛ حيث يتوجب عليها أن تُسرع في العمل على إيجاد السياسات والاستراتيجيات التي يمكن من خلالها مواجهة هذه المشكلة حتى لا تتفاقم المشكلات المترتبة عليها.
وبحسب ما أكده الباحثون فإنه “لا بد من تكاتف جهود المجتمع من أجل الحد من ظاهرة البطالة باعتبارها تؤثر بصفة سلبية على المجتمع ككل؛ لأن وجود هذا العدد الهائل من الشباب بدون فرصة عمل قد يساهم في ارتفاع مستويات الجرائم وإدمان المخدرات وانتشار الأمراض النفسية والعقلية في صفوف الفئات الشبابية، وقد يكونون فريسة سهلة لأجندات خارجية“([8])
وهناك مبادرات لخلق فرص عمل، وكانت بعضها مستوحاة من خارج البلاد، ولكنها نجحت بشكل كبير في البئية الصومالية مثل مبادرة دراجات توك توك، وغيرها، وفي حال تشجيع أصحاب المبادرات ستتسع المساحة وهامش المناورات لدى أصحاب العقول والمبدعين من شتى فئات المجتمع الصومالي المعروف بحيويته في مجال الاستثمارات الاقتصادية في المنطقة.
وبالنظر إلى كثرة تنوع الخيرات في الصومال فيتفق الخبراء على أن البلد بحاجة فقط إلى قيادة رشيدة ووطنية تحرص على استغلال الموارد المتنوعة من البحار والأنهار والأراضي الصالحة للزراعة ومختلف أنواع المعادن التي تزخر بها البلاد؛ لتحقيق نمو اقتصادي يؤدي إلى تجاوز أزمة البطالة والوصول إلى الاكتفاء الذاتي المنشود في المجالات الحيوية المختلفة على المدى المنظور.
وفي سياق متصل هناك نسبة كبيرة من العاملين الذين يتعرضون للاستغلال الوظيفي في ظل غياب أجهزة رقابية جادة وذات مصداقية، وبحسب دراسات في هذا الاتجاه فإن حال هؤلاء أشد أحيانا من حال العاطلين عن العمل؛ لأنهم يعانون من التمييز على أساس قبلي أو جهوي أو مناطقي، مما يجعلهم غير راضين عن وظائفهم بسبب بحرمانهم من الامتيازات وتعرضهم للاستغلال الوظيفي، ويعدون أنفسهم عبيدا لأصحاب النفوذ في المؤسسة التي يعملون فيها.
وهذه الفئة من المجتمع هم أيضا بحاجة إنصاف وعدالة من خلال نبذ المعاملة التفضيلية بين الموظفين وجعل حقوقهم وواجباتهم متساوية إلا ما ينص عليه القانون من التفاضل المشروع في الرتب والرواتب بحسب مواقعهم ودرجاتهم العلمية والوظيفية.
المراجع :
[1] – البنك الدولي. [متصل] 24 January, 2020. https://www.albankaldawli.org/ar/results/2020/01/24/cutting-edge-survey-techniques-power-first-poverty-assessment-somalia-decades.
[2]-2021. https://mawdoo3.com/%D8%AA%D8%B9%D8%B1%D9%8A%D9%81_%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%B7%D8%A7%D9%84%D8%A9#.D8.AA.D8.B9.D8.B1.D9.8A.D9.81_.D8.A7.D9.84.D8.A8.D8.B7.D8.A7.D9.84.D8.A9_.D9.84.D8.BA.D8.A9_.D9.88.D8.A7.D8.B5.D8.B7.D9.84.D8.A7.D8.AD.D9.8B.D8.A7
[3] – ]متصل] 12 April, 2017. https://www.hellooha.com/articles/63-%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%B7%D8%A7%D9%84%D8%A9%D8%8C-%D8%A3%D8%B3%D8%A8%D8%A7%D8%A8%D9%87%D8%A7-%D9%88%D8%B9%D9%84%D8%A7%D8%AC%D9%87%D8%A7
[4] – حسن عبد الصمد. مركز الصومال للبحوث ودراسة السياسات. [متصل] 28 September, 2018. https://somaliacenter.com/2018/09/28/شباب-مقديشو-وشبح-البطالة/.
[5] – أ . سلطان ابو رجيله. تواتر. [متصل] 28 فبراير, 2013 https://www.tawwater.com/art/s/227.
[6] – البي بي سي العربية. [متصل] 14 November, 2021. https://www.bbc.com/arabic/interactivity-59283138.
[7] ]متصل] 25 August, 2016. https://www.ilo.org/beirut/media-centre/news/WCMS_514926/lang–ar/index.htm.
[8] ]متصل] حسن عبد الصمد. مرجع سابق.
بسم الله,إنّ أسباب البطالة تختلف من شخص لأخر غير أنّنى أقول بصراحة تعود دوافغها إلى نوعين رئيسيين:
1-قلّة المؤسّسات تقّدم الوظائف
2-إنخفاض وعي الشباب بشأن العمل
بالنظر إلى العامل الأوّل فهذا أمر واقعيّ إذ أنّ كل عام يتمّ تخرّج آلاف من طلبة الجامعات فى البلد غير أنّ طائفة الحاصلين على العمل منهم ليس إلا شرذمة قليلون فلا يطلبون سوى القليل منهم لذالكقلّة مؤسّسات الذين يقدّمون الوظائف جزء عن أسباب البطالة.
وأما عن النقطة الثانية أعنى أنّ معظم شبابنا لا يرغبون أن يبدؤ العمل من الأساس بل يسعون إلى أن يبدؤا من الفوق وأن يعملوا فى المكاتب للمؤسسات نقول أجمعو الأموال بعضكم مع بعض شكّلو أعمالا فيما بينكم.
نعم هلّا أنشأو وظائف بهؤلاء الأموال التى يهاجرون بها إلى الخارج