مع الاحتفالات الأخيرة باليوم الوطني لذكرى استقلال الولايات المتحدة والصومال، لدينا فرصة لإبراز التقدم الذي أحرزه بلدينا معا حيث يعد السلام والاستقرار والازدهار في الصومال من الأمور المهمة للولايات المتحدة لأن صومالا قويا وقادرا على الصمود يمكنه أن يقاوم الإرهاب بشكل أفضل ويحول دون استخدام بلده كمنصة للإرهاب في المنطقة والقارة وخارجها، لقد كانت السنة الماضية تاريخية باستعادة الصوماليون لبلدهم. لقد كانت شراكة الولايات المتحدة مع شعب الصومال أساسية في هذا الجهد بينما لا يزال هناك الكثير من العمل الذي يتعين القيام به ، فنحن نؤيد الحكومة والشعب الصومالي في الكفاح ضد حركة الشباب ، وحماية واستقرار المجتمع ، وتطوير مؤسسات الحكم اللازمة لتحقيق الازدهار طويل الأجل.
من بين أكثر أولوياتنا إلحاحا المساعدة في مواجهة التهديد الذي يواجهه الصوماليون مرة أخرى من الجفاف والفاقة ومن المتوقع أن يواجه 5.4 مليون شخص انعدام الأمن الغذائي بحلول شهر سبتمبر القادم لأن آثار موسم الجفاف الطويل أدت إلى انخفاض كبير في الإنتاج الزراعي والحيواني وتقلص فرص الحصول على الغذاء وسبل العيش وتعمل الولايات المتحدة على تكثيف دعمها للمساعدة في مكافحة هذا التهديد وإنقاذ الأرواح حيث قام مارك غرين، مدير الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، بزيارته الأولى للصومال في يونيو 2019 وأعلن عن مساعدة إنسانية بقيمة 185 مليون دولار لمواجهة هذه الأزمات مؤكدا أن الولايات المتحدة لا تتزعزع في التزامها بدعم شعب الصومال من خلال المساعدات الإنسانية حتى يتمكنوا من بناء القدرات على الصمود والازدهار.
نحن نعلم أنه يمكننا مواجهة هذا التحدي معا لأننا فعلناه من قبل خلال الجفاف المدمر في 2016-2017 ، قدمت الولايات المتحدة مساعدات غذائية طارئة ومياه صالحة للشرب وتصدت لسوء التغذية الحاد واستجابت للاحتياجات الصحية العاجلة، بما في ذلك تفشي الكوليرا والحصبة ، ودعم الأسر الضعيفة وإنقاذ ملايين الأرواح، هذا العام مرة أخرى يمكن أن تؤدي الاستثمارات المبكرة جنبًا إلى جنب مع الحكومة والشعب الصومالي منع الأزمة من التدهور وإنقاذ الأرواح .إن آفة الإرهاب تزيد من التحدي ومن الموثق جيدا أن حركة الشباب تأخذ الأطفال من أسرهم للقتال ضد الشعب الصومالي، بينما تمنع المساعدات لإنقاذ الحياة من الوصول إلى الأسر لإنقاذ حياتهم ومواشيهم وتقوم حركة الشباب بابتزاز المجتمعات والشركات التي تكافح إلى لقمة العيش ، وتجبر العائلات على الفرار من منازلهم وماشيتهم ومراعيهم؛ ففي الصومال ، هناك ما يناهز من 2.6 مليون شخص – أو ما يقارب من واحد من كل خمسة – مشردين داخليا، بما في ذلك 192000 شخص نزحوا حديثا في هذا العام أغلبهم من الصراع الناشئ عن حركة الشباب.
في ظل الحكم الرشيد على المدى الطويل ، سيكون توفير فرص العمل والتعليم مفتاح السلام والازدهار في الصومال وتدعم الولايات المتحدة الحكومة الفيدرالية في الصومال والولايات حيث يعملان سويا مع المجتمع المدني النابض بالحياة في الصومال لإعادة بناء المجتمعات وإقامة حكم مؤسسي، ولا يزال يتعين على القيادات الفيدرالية وحكومات الولايات القيام بالكثير لتحديد كيفية تقاسم الموارد والسلطات لتقديم الخدمات بشكل أفضل للمواطنين الصوماليين، بما في ذلك الأمن، والمتابعة بالتزامهم المشترك بإجراء انتخابات عامة ضمن الجدول الزمني المحدد في العام المقبل .إن تعليم الشباب الصومالي، وخاصة الفتيات، أمر ضروري لمنحهم المهارات اللازمة للمساهمة في نمو البلد ونجاحه ولقد سمعنا أيضا من قادة الشباب الصومالي حول ندرة فرص العمل بالنسبة لآلاف الشباب الأذكياء والمتحفزين والملهمين. يستحق الشباب الصومالي خيارات – وظائف جيدة وفرص ريادة أعمال – يمكنها دفعهم إلى مسار إيجابي لحياة منتجة وهادئة لأنفسهم ولأسرهم.
الولايات المتحدة ملتزمة بالمساعدة من خلال برنامج التعليم التابعة للوكالة الأمريكية للتنمية الدولية،” USAID” وقدمت الولايات المتحدة التعليم الأساسي لأكثر من 20.000 طفل في حوالي 100 مجتمع ريفي تضررت بشدة من الجفاف ذوي محدودي فرص الحصول على التعليم وتشمل الإنجازات التعليمية التي تمولها الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية مؤخراً بناء وإصلاح 192 فصلا دراسيا وتوزيع ما يقارب من 18000 كتاب مدرسي وتدريب أكثر من 450 مدرسا محليا و 96 جمعية لأولياء الأمور والمعلمين المدربين على إدارة المدارس وتسجيل الطلاب والاحتفاظ بهم ولكن هناك الكثير مما ينبغي عمله بالتنسيق مع الحكومة الصومالية والمجتمع الدولي، لدينا هدف لتعليم أكثر من مليون من طفل وشاب الصومال. إن نمو برنامج الوكالة والمشاريع والتوظيف وسبل المعيشة يعمل على خلق فرص اقتصادية للصوماليين في جميع أنحاء البلاد من خلال الشراكة مع الشركات الصومالية لزيادة الإنتاجية وفرص العمل والدخل في الزراعة ومنتجات الألبان ومصايد الأسماك من خلال الاستثمارات في التقنيات المتقدمة والوصول إلى الخدمات المالية و أسواق جديدة، وتعمل الولايات المتحدة أيضًا على زيادة فرص الحصول على الكهرباء بأسعار معقولة بحيث تتمكن الشركات من الاستثمار في الثلاجات والمجمدات وغيرها من المعدات التي تحتاجها الشركات للنمو.
بنفس القدر من الأهمية ، نحن نعمل مع حكومة الصومال والشركات الخاصة لوضع معايير للصحة والنظافة لضمان قيام الشركات الصومالية بإنتاج أغذية آمنة للأسواق المحلية ولتوسيع الوصول إلى أسواق التصدير الدولية من خلال هذه الاستثمارات والشراكات ساعدت الولايات المتحدة في توفير 1700 وظيفة مباشرة، على الرغم من أنه يجب إنشاء الكثير من الوظائف لتلبية احتياجات البطالة الحالية في الصومال.
تقوم القيادة الحالية لحكومة الصومال الفيدرالية بحشد طاقاتها العسكرية في عمليات تاريخية مشتركة بقيادة شريكنا الجيش الوطني الصومالي “قوات دنب “، الذي يشمل القيادات الفيدرالية والولائية وشيوخ العشائر، وقوات أميصوم والاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، بدعم من إيطاليا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة.إن هذا الجهد المشترك لهزيمة حركة الشباب في أجزاء من منطقة شبيلي السفلى لم يسبق له مثيل وتم دحر الإرهاب حتى الآن في ثلاث مدن إستراتيجية في المحافظة مما سمح للمجتمعات المحلية باستئناف الحياة الطبيعية الخالية من سيطرة إرهاب حركة الشباب.
إن الولايات المتحدة ملتزمة بتعزيز الشراكة طويلة الأمد مع الصومال، وهي شراكة تبني على جهودنا الناجحة لمكافحة انعدام الأمن وتنتج الرخاء المستدام للشعب الصومالي وسوف نستمر في العمل مع الحكومة الصومالية والشركاء الدوليين مع الاستفادة الكاملة من هذه الفرصة ونحن نسخر التزامنا ودعمنا لتحقيق رؤية الأمة الصومالية المسالمة والمزدهرة التي يستحقها الشعب الصومالي.
السفير دونالد ياماموتو
سفير الولايات المتحدة لدى الصومال
المقال الأصلي نشر في موقع جوهر الصومالي يمكن الاطلاع عليه من خلال هذا الرابط : https://www.jowhar.com/article/together-the-united-states-and-somalia-can-achieve-peace-and-prosperity-for-somalis.html5