السياسةالصومالتحليلاتمترجماتمختاراتمقالات الرأيوجهات نظر

هل تستطيع حركة الشباب السيطرة على مقديشو ؟

مقدمة

شنت حركة الشباب الارهابية هجمات منسقة علي محافتي شبيلي الوسطى وشيلي السفلى المتاخمتين للعاصمة الصومالية مقديشو وسارعت بعض الأقلام إلي دق ناقوس الخطر وحذرت من إمكانية سيطرة حركة الشباب علي العاصمة مقديشو في سيناريو مشابه لما حصل في أفغانستان بعد خطوة انسحاب القوات الأجنبية منها، والسؤال الذي يطرح نفسه هل تستطيع حركة الشباب السيطرة علي العاصمة مقديشو وهزيمة الجيش الصومالي ؟

سنحاول الإجابة علي هذا التساؤل في الأسطر القامة

هناك من زعم في عام 2024 أن رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد يستطيع ، بل ينبغي عليه أن يضع يده علي شريط ساحلي من  الصومال وسيسيطر على على البحر الأحمر وخليج عدن وبالغوا في تحليلاتهم مشددين أن الصومال لا حول له ولاقوة للاعتراض علي هذا المسعى وقد نجح الصومال بعكس التحليلات الرغبوية للتصدي لهذه الخطوة بالوسائل الدبلوماسية والقانون الدولي؛ وهاهم نفس الفئات تروج الآن لرواية زائفة جديدة – مفادها أن جماعة الشباب الإرهابية قادرة على السيطرة على مقديشو وستسيطر عليها ، فإن الحديث عن السيطرة على العاصمة مقديشو ليس إلا رواية أخرى واهية بغض النظر عن الدراما وسيناريوهات يوم القيامة التي رسموها، فإن الجيش الصومالي والانتفاضة الشعبية يمتلك جيشا وأسلحة ومعدات وتدريبا وتتفوق على حركة الشباب الارهابية.

إن حركة الشباب، بصفتها جماعة إرهابية تنفذ هجمات انتحارية، قد يبدو أحيانا أن مقاتليها أكثر تصميما لكن قوات الجيش أكثر شجاعة وصلابة  لأنها تواجه فتيانا مغسولي الأدمغة يُرسلون في مهام انتحارية و إذا تأملنا الأمر، فهذا يتطلب شجاعة حقيقية، عندما نضع في الاعتبار الدعم الجوي للشركاء والقوة الجوية الصومالية المتنامية باستمرار، تتضح الصورة أكثر. لم تعد حركة الشباب أقوى مما كانت عليه قبل عامين أو ثلاثة أعوام. فبينما تشير التقارير إلى أنها دربت ألف مقاتل جديد خلال العام الماضي، دربت الحكومة الصومالي سبعة آلاف جندي.

ورغم الضجة التي أثيرت في وسائل التواصل الاجتماعي بدوافع سياسية، فإن أهداف حركة الشباب معروفة جيدا للقيادة السياسية الصومالية وخبراء الأمن. و تتلخص في الآتي:

1.  هدفهم الرئيسي هو كسر الطوق المفروض على مقاتليها المحاصرين في جلجدود، نتيجة عمليات الحكومة الفيدرالية في الفترة 2022/2023 التي طردتهم من شبيلي الوسطى وهيران. وقد تعرضت هذه القوات إلي عزلة سبه تامة ، وخاصة في أماكن مثل عيل بور، لمطاردة الطائرات بدون طيار لسنوات وتهدف تحركاتهم الأخيرة في شبيلي الوسطى وهيران إلى إعادة التواصل مع فلول حركة الشباب في جنوب الصومال، حيث تختبئ قيادة الحركة. ولهذا السبب يتخذ الرئيس حسن شيخ من تلك المنطقة مقرًا له، لمنع هذه المحاولات اليائسة لحشد القوات.

2. هدفهم الثانوي هو خلق زخم اعلامي وحملة علاقات عامة يستخدمون تكتيكات الكر والفر، ويرسلون مجموعات صغيرة من 10 إلى 15 مقاتلاً إلى أماكن مثل “نقطة التفتيش” المشهورة قرب أفغوي. يأتون ويذهبون، دون تحقيق أي إنجاز عسكري. أي مجموعة يزيد عددها عن 20 مقاتلاً تُطاردها الطائرات المسيرة. بفضل الطائرات المسيرة التركية، يعرف الجيش الوطني الصومالي مواقع وحدات حركة الشباب، ويختار متى يشتبك. لهذا السبب ترى قوات كوماندوز داناب تشن ضربات جريئة: إنهم يراقبون حركة الشباب على مدار الساعة.

تهدف هذه الحيل الانتهازية إلي القول “نحن موجودون”، مثل ظهورهم على طريق أفغوي يوم الأربعاء الماضي، إلى تضليل جهاز الأمن في حكومة الصومال الفيدرالية، وتحويل الطائرات المسيرة والمروحيات عن استهداف وحدات الشباب الرئيسية، ونشر الخوف، وإنتاج مقاطع دعائية، وخلق نقاط حوار للمتشائمين الذين تطرفوا ليؤمنوا – ويتوقوا – إلى سيطرة حركة الشباب علي العاصمة مقديشو وهيهات لهم ذلك.

باختصار، لن يأتي سلاح الفرسان الخيالي التابع لحركة الشباب، تماماً كما لم يتحقق حلم استيلاء إثيوبيا على البحر.

 

 

مترجم بتصرف يسير  من مقال على منصة X ل عبد الرشيد خليف حاشي 

باحث وأكاديمي ووزير سابق في الصومال 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى